مسرحية الهايشة

مسرحية الهايشة من اخراج محمد شرشال واقتباس عن مسرحية الكركدن لأوجين يونسكو.
النص الأصلي يدين صاحب المسرحية بالنظام الشمولي و خاصة النازية يندد هذا العمل المقتبس الحماقة و "السلوكات الحيوانية" للإنسان داعيا إلى التحلي بالحكمة و الأخلاق الحميدة.
و تمكن المخرج من استكشاف جميع الجوانب (الموضوعاتية و الصورية و الإيقاعية) للنص الأصلي و عرضها على الركح و تكييفها مع السياق الحالي.
و جمع العمل المسرحي بين الجانب الفكاهي و التهكمي و الإثارة عبر شخصية بشير الذي اختار الإنعزال عن مجتمع لم يعد يقدر على العيش بين أفراده.
و نجح الفنان طارق بوعرارة في أداء دور بشير الذي قدم صورة عن تلك الشخصية التي تارة "في حالة سكر" و تارة مضحكة و رافضة الإنتماء لمجتمع تخلى الإنسان عن مواقفه ومبادئه الإنسانية ومال إلى التصرفات والسلوكات الحيوانية.
و تبدأ المسرحية بانبعاث أصوات من خارج الخشبة توحي بوجود حيوانات تجتاح المدينة قبل دخول الخادمة (قامت بالدور عديلة سوالم) إلى الخشبة و في يدها هر صغير ميت منددة بوجود "وحش" في المدينة.
و تبدأ الحيوانات تغزو المدنية تدريجيا و يزداد قلق السكان الذين تحولوا الواحد تلو الآخر إلى حيوانات باستثناء بشير الذي قاوم و رفض الإنصياع مخاطبا جيرانه الذين أضحوا يتصرفون كالحيوانات المفترسة و محاولا إقناعهم بأنهم "من بني الإنسان".
و أبدع الممثلون و أغلبهم شباب في أداء الأدوار في هذا العمل الذي جمع بين التهكمي و الفكاهي و الهزلي و الإثارة كما نالوا إعجاب الجمهور الذي صفق بقوة.
و اعتمد المخرج على استعمال اللهجة العامية للوصل إلى الجمهور بلغة مفهومة تعتمد على مصطلحات معبرة تليق بموضوع العمل المسرحي.